كيف أضحت ساعة كاسيو أف91دبليو أيقونة مجموعات مسلحة وأخرى إرهابية؟
كانت ساعة كاسيو أف91دبليو اليابانية المتواضعة أيقونة منذ صنعها سنة 1989، حين بيعت في أنحاء العالم بقيمة 20 دولارا، لتكون أولى الساعات الرقمية التي يعد سعرها معقولا.
وما تزال كاسيو تنتج اليوم أكثر من 3 ملايين نسخة من هذه الساعات سنويا، وربما سمح لك هذا الانتشار الواسع على مر السنين من أن ترتديها، تماما مثلما كان يرتديها زعيم تنظيم القاعدة السابق أسامة بن لادن، والمسلحون الشيشان ومجموعات إرهابية.
لقد انضمت كاسيو أف91دبليو إلى ملحقات جماعات مسلحة، وأخرى إرهابية مثل الكلاشينكوف وعربات تويوتا، لأن سعر الساعة تلك رخيص جدا وهي صلبة وموثوق منها، كما تستخدم لصنع القنابل في ساحات المعارك خلال النزاعات الحديثة، حيث كان تنظيم القاعدة فيما يبدو أول من استخدم الساعة في اتجاه إرهابي.
وخلال الحرب على الإرهاب اكتشفت الإدارة الامريكية الانتشار الواسع لكاسيو أف91دبليو بين عناصر القاعدة. وبحسب وثيقة نشرتها ويكيليكس فإن امتلاك ساعة كاسيو أف91دبليو هي أكبر هدية لمشتبه به بالإرهاب، إلى جانب هاتف جوال أو جهاز لاسلكي وأموال كثيرة.
وكشفت وثائق أخرى لويكيليكس أن حوالي ثلث سجناء غوانتنامو، ممن كانوا يحملون في معاصمهم ساعات كاسيو أف91دبليو، كانت لهم معرفة بصنع المتفجرات.
أما تنظيم داعش فإنه لم يكن مولعا فيما يبدو بساعة كاسيو أف91دبليو، إذ كان زعيم التنظيم إبراهيم البدري يحمل ساعة براقة، يعتقد أنها من نوع رولكس أو أوميغا سيمستر الفاخرة، ويقدر سعرهما معا في حدود 30 ألف دولار، وهو ما يتناقض مع المثل العليا لزعيم داعش، ومضمون خطابه السيء الذكر في الموصل عندما استولى التنظيم عليها.
ولا يقتصر حمل ساعة كاسيو أف91دبليو على المجموعات الإرهابية الجهادوية فقط، بل إن قائد جيش تحرير زاباتيستا الوطني في المكسيك ماركوس كان يرتديها، حين ظهر زعيم المتمردين في صورة بديعة وهو يعتلي صهوة جواد.
لم يكن مخترع ومبتكر ساعة كاسيو أف91 دبليو الياباني روسوكي مورياي يتنبأ إطلاقا، بأن ابتكاره سيكون ساعة مثالية في الحرب الحديثة وأنها ستوظف لأغراض لا إنسانية، تماما كما هو الحال لميخائيل كلاشينكوف، الذي صمم بندقية كلاشينكوف أي كي47، ليدافع بها عن وطنه، وإذا بها هي السلاح الأمثل لإرهابيين ومتمردين ومجموعات مسلحة مختلفة.